خبراء روس في الجزائر لتكوين علماء الذرة

علمت "الشروق " من مصادر حسنة الاطلاع أن علماء روس سيحلون لاحقا بالجزائر للمساهمة في تكوين علماء الذرة الجزائريين، كما ستقوم الجزائر بإرسال عدد من الجزائريين المتخصصين في مجال الذرة إلى روسيا لتلقي التكوين اللازم، وذلك استعدادا لإنشاء الجزائر لمفاعلات نووية تستعمل لتوليد الطاقة.

في نفس الإطار أكد أمس، وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، خلال تصريحات صحفية، أن الجزائر بحاجة إلى تعاون عسكري مع موسكو وأن إنجاز محطة نووية واحدة بألف ميغواط يشترط تكوين ألف إطار لتسييرها، سواء علماء للذرة والمكلفين بالأمن، وأشار خليل الى أن الجزائر بصدد التحضير لقانون استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية وهو القانون الذي سيعرض على البرلمان للمصادقة عليه لاحقا.

وبالتوازي مع إبداء الجزائر نيتها في إنشاء مفاعلات نووية جديدة، على غرار مفاعل "نور" الواقع بمدينة الدرارية بالعاصمة ومفاعل "السلام" الذي يقع بمدينة عين وسارة بولاية الجلفة، قررت الجزائر الشروع في تكوين علمائها في مجال الذرة، وذلك في إطار الاستعداد لإنجاز مفاعلات أخرى بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومساهمة فرنسا في إنجاز عدد من هذه المفاعلات، كما نصت عليه اتفاقيات التعاون الأخيرة الموقعة بين فرنسا والجزائر، بمناسبة زيارة الوزير الأول فرنسوا فيون للجزائر.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الجزائر التي كانت تعتمد على خبرات عدد من الدول، منها الأرجنتين والصين اللتان ساهمتا في بناء المفاعلين النوويين "نور والسلام"، فقد قررت توسيع مجال تعاونها في إرسال عدد من علماء الذرة لبلدان أجنبية أخرى كفرنسا وروسيا، خصوصا المتفوقة في هذا المجال، وسيقوم على اثر ذلك وفد من علماء الذرة الروس بتكوين عدد من علماء الذرة الجزائريين في مجال تسيير المفاعلات النووية وكذا استعمال الذرة في توليد الطاقة الكهربائية وضمان أمن وسلامة المفاعلات النووية، علما أن الجزائر نادت ووقعت على كل الاتفاقيات المتعلقة باستعمال الطاقة النووية وتشجيعها لأغراض سلمية، والتي تلح على ضمان حظر انتشار الأسلحة النووية، غير أن الجزائر من الداعين لخلق نوع من التوازن بين حق الدول النامية في استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وكانت إيران قد أبدت استعدادها لوضع خبراتها في مختلف المجالات، بما فيها الطاقة وتكنولوجيا الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر، كما تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تملك مفاعلين نوويين، هما مفاعل ''نور'' بقوة 3 ميغاواط أقيم بالتعاون مع الأرجنتين بمنطقة الدرارية ومفاعل ''السلام'' قرب الجلفة بقوة 15 ميغاواط وتم تشييده بالتعاون مع الصين، وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام بمراقبة هذين المفاعلين، في حين أعربت عدة دول عربية، وفي مقدمتها مصر، عن استئنافها لبحوثها من أجل إنشاء مفاعل نووي، في الوقت الذي أعلنت فيه المغرب أن مفاعلها النووي الذي أقامته بتكنولوجيات أمريكية وتمويل فرنسي سينطلق في العمل خلال الأشهر القليلة القادمة.