منتدى الامن العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الامن العربي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأمير عبد القادر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said
مشرف
مشرف
said


عدد الرسائل : 103
البلد : الأمير عبد القادر Caioca10
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

الأمير عبد القادر Empty
مُساهمةموضوع: الأمير عبد القادر   الأمير عبد القادر I_icon_minitimeيوليو 5th 2008, 11:18

الأمير عبد القادر

الأمير عبد القادر Emir_a10

- المولد والنشأة


الأمير عبد القادر

يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حظي بالعناية والرعاية .

2- المراحل


مرحلة النشأة والتكوين :1807-1832:،حيث تمثل السنة الأولى ميلاده بينما ترمز الثانية الى توليه إمارة الجهاد. قضى هذه المرحلة في طلب العلم سواء في مسقط رأسه بالقيطنة أين حفظ القرآن الكريم أو في آرزيو ووهران حيث تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة وأخذ عنهم مبادئ العلوم الشرعية واللغوية و التاريخ والشعر،فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وفي عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبد القـــادر، سافر عبد القادر مع أبيه إلى البقاع المقدسة عبر تونس ،ثم انتقل بحرا إلى الاسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين. ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري .
المرحلة الثانية :1831 -1847
وهي المرحلة التي ميزت حياة الأمير عن بقية المراحل الأخرى لما عرفتــه من أحداث جسام وإنجازات وظف فيها قدراته العلمية وحنكته السياسية والعسكرية فلم تشغله المقاومة- رغم الظرف العصيب -عن وضع ركائز و معالم الدولة الحديثة لما رآه من تكامل بينهما .
فبعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر ،لما كان يتسم به من ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831- كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين - اعتذر الشيخ محي الدين لكبر سنه و بعد الحاح من العلماء و شيوخ المنطقة رشح ابنه عبد القادر قائلا: …ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصوم و مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه ،ولا تعتقدوا أني فديت به نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به…".رحب الجميع بهذا العرض ،وفي 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارة وأطلق عليه لقب ناصر الدين، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــة و ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراته العسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاج سياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق . أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلا بإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكر في البلاد كافة.فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى، و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيف مع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية أهمها معركة المقطع التي أطاحت بالجنرال تريزيل و الحاكم العام ديرليون من منصبيهما.
أما سياسيا فقد افتك من العدو الاعتراف به ،والتعامل معه من موقع سيادة يستشف ذلك من معاهدتي ديميشال 26 فبراير 1834، والتافنة في 30 ماي 1837.إلا أن تغيرت موازين القوى، داخليا وإقليميا أثر سلبا على مجريات مقاومة الأمير فلم يعد ينازل الفرنسيين فحسب بل انشغل أيضا بأولئك الذين قصرت أنظارهم، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
كان لهذه السياسة أثرها الواضح في تراجع قوة الأمير، لاسيما بعد أن فقد قواعده الخلفية في المغرب الأقصى، بعد أن ضيق عليه مولاي عبد الرحمن سلطان المغرب الخناق متحججا بالتزامه بنصوص معاهدة "لالا مغنية" وأمر جنده بمطاردة الأمير وأتباعه بما فيه القبائل التي فرت إلى المغرب من بطش جيش الإحتلال.
مرحلة المعاناة والعمل الإنساني : 1848 - 1883
تبدأ هذه المرحلة من استسلام الأمير عبد القادر إلى غاية وفاته. ففي 23 ديسمبر 1847 سلّم نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسير بشروطه،ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسين، ولكن أمله خاب ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" PAU في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 ، وهي السنة التي أطلق فيها نابليون الثالث صراحه.
استقر الأمير في استانبول ، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، الا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حين لآخر ،فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني وفيها تفرغ للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير. وأهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام عام 1860. و تحول الأمير إلى شخصية عالمية تحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضور احتفال تدشين قناة السويس عام 1869. توفي يوم 26 ماي 1883 في دمر ضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدين بن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر في عام 1966.
من مؤلفاته :
1/ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.
2/المقراض الحاد (لقطع اللسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد.
3/مذكرات الأمير عبد القادر.
4/المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد

الأمير عبد القادر 6310
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
said
مشرف
مشرف
said


عدد الرسائل : 103
البلد : الأمير عبد القادر Caioca10
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

الأمير عبد القادر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير عبد القادر   الأمير عبد القادر I_icon_minitimeيوليو 14th 2008, 15:19

بديعة الجزائري حفيدة الأمير عبد القادر في حوار شامل مع الشروق
الأمير‮ ‬هاجر‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬تآمر‮ ‬عليه‮ ‬جزائريون‮ .. ‬ولم‮ ‬يستسلم


الأمير عبد القادر Amir2510

أناشد‮ ‬بن‮ ‬بوزيد‮ ‬حذف‮ "‬الاستسلام‮" ‬من‮ ‬المنظومة‮ ‬التربوية أخشى من فيلم الرئيس بوتفليقة وأناشد بن بوزيد تصحيح برامج مادة التاريخ

أول ما يدغدغ فضول أي جزائري يقصد دمشق، هو التعرف على الجيل الجديد من سلالة الأمير عبد القادر... وأول من تسأله عن هذا الموضوع يوجهك دون أدنى تفكير إلى حي الروضة، حيث تقيم السيدة بديعة الحسني الجزائري.
المرأة تجاوزت سن الثمانين، ولكنها لا تهدأ أبدا ولا يجف قلمها الذي تمكن من خط عشرة كتب أو عشر أسلحة ـ إن صح التعبير ـ لأنها جميعا ردود عن كتابات غربية وعربية أرادت سوءا بتاريخ الجزائر و بمؤسسها.
الحفيدة استجمعت ما في ذاكرتها بالتواتر واعتمدت على الوثائق التي ورثتها عن أمها الحفيدة الأولى للأمير وانطلقت، وحتى دخولنا إلى بيتها كانت لم تتوقف بعد عن حملة تصحيح الحقائق. الأمير لم يستسلم وإنما هاجر، المراكشيون تآمروا عليه، بوعزيز وواسيني أساءا له، كتاب "المواقف" ليس للأمير، "تحفة الزائر" خطأ تاريخي ومجزرة ارتكبها الابن في أبيه و.. و.. و.. وستتفاجأون في بقية الحوار بتصريحات نارية عن سماسرة جمعية الأمير وعن أسماء ثورية تلاعبت بالتاريخ وعن.. وعن.. كلها شهادات أدلت بها الأميرة بديعة لجريدة الشروق.
هل أخذ الأمير عبد القادر حقه من "دمشق عاصمة الثقافة العربية" هذه السنة؟

خلال الأيام الثقافية الجزائرية في التسعينات أخذت الحرية الكاملة في الحديث عن عدة ملابسات تاريخية حول حياة الأمير عبد القادر، وتحدثت بكل صراحة ووضوح عن الثورة التحريرية وعن الشهداء الجزائريين الذين سقطوا دفاعا عن سوريا، وأشهرهم كان حفيد الأمير الذي استشهد في عين الساحل، وكنت أنشر يوميا في عدة صحف سورية. وشاركت أيضا بعدة مقنيات تعود للأمير على غرار بندقية أهدتها له ملكة انجلترا الملكة فيكتوريا وبعض الأسلحة ولكن ضاعت فيما بعد بمكتبة الأسد فاضطررت للاستعانة ببعض المقتنيات التي كانت في وقت ما بقصر دمر إضافة إلى بعض الصور الأثرية على غرار صورته يوم افتتاح قناة السويس ببورسعيد. أما هذه السنة فلم يتم استدعائي إلا مؤخرا خلال مراحل استكمال تجهيز قصر الأمير.
كيف كان اللقاء مع خليدة تومي؟ وما سر الرسالة التي حملتها إياها إلى وزارة التربية؟

خليدة تومي لم أكن أعرفها ولكن سمعت عنها الكثير فتفاءلت خيرا عندما قلدت منصب وزيرة الثقافة، وعندما حلت بسوريا ترجيت السفير من اجل ترتيب لقاء معها لتبليغها رسالة مهمة -رغم علمي مسبقا بأن الأمر يتجاوزها- ويخص وزارة التربية، ولكن للأسف لا يمكن إن أصل إليه. الأمر يتعلق بدعم مشروع ذاكرة يهم جميع الجزائريين حملته على عاتقي منذ 25 سنة، احمل وثائق تعطي الشرعية لمطلبي الذي أهدف من خلال طرحه إلى تخليص الأجيال الصاعدة من الدونية التي قدمتها لهم فرنسا على جرعات وسجلتها في الكتب المدرسية، كنت أحارب هذه الأفكار المدسوسة علينا والتي لا تمت للحقيقة التاريخية بصلة، لأنه لو كان بها قطرة صدق لكنت سلمت أيضا. ولكن المصيبة هو أن كل ما كتب مزيف. ودفاعي عنه ليس لأني حفيدته، فأنا قبل كل شيء جزائرية، ولا يعني أيضا أني أكثر جزائرية من الآخرين، ولكن الفرق ربما أني أملك شهادات ووثائق تثبت صحة ما أقول، لذلك بقيت مصرة على أن أكتب وأنظم الندوات وأراسل الإعلام وألفت عشرة كتب في هذا الموضوع.
ما هي الحقيقة التاريخية التي ناضلت من اجلها الى اليوم ولم تتغير؟

الأمير عبد القادر لم يستسلم وخرج من الجزائر كمهاجر اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة "ولكم في رسول الله أسوة حسنة"، الأمير عبد القادر وجد نفسه محاصرا من إخوانه المسلمين العرب، من جيران الجزائر وأشقائها، ومن بعض الجزائريين أيضا الذين هادنوا فرنسا، بل ومنهم من ساعدها وأخذ السلاح ليحارب الأمير. ولم يكن أمامه حل آخر غير حقن الدماء في حرب تحولت وجهتها من الأعداء إلى الأشقاء.
بالتواتر كيف كانت الرحلة؟

كانت الرحلة حسب ما روته لي أمي وما روته لها جدتي في ليلة شديدة الظلام وممطرة باردة، كان مرفوقا ببعض الجرحى الذين كانوا يتلوون من الألم، وبعد أن قرر الأمير الهجرة بقي أن يؤمن طريقها، ويضمن الوصول خارج الجزائر، ولأن الاتصال بالمغرب "المراكشيين" كان مستحيلا بحكم معاهدة طنجة سنة 1844م. وعليه لا يمكن أن يعقدوا مع الأمير اتفاقية أخرى، بل كان الاحتمال الأقرب لو استنجد بهم أن يسلموه لفرنسا.
عقد الأمير عبد القادر مع فرنسا اتفاقية "استئمان"، وكان مطلبه السماح له بالذهاب إلى "عكا"، لا كما قال ابنه في "تحفة الزائر" أن أباه وضع شروطا. وكانت عكا يومها جزءا من الدولة العثمانية. كان بإمكان فرنسا الرفض ومتابعة القتال ولكن الجنرال الفرنسي لامورتين ركب حصانه وقصد الأمير، وكان قد كتب رسالة إلى زميله ابن الدوق دومان يخبره بأن الأمير يريد وقف الحرب والخروج من الجزائر وانه لا يمكن انتظاره خوفا من أن يغير الأمير رأيه، وعقد الاتفاق. السؤال الذي يطرح نفسه أين محل كلمة "استسلام" من كل ما قلت، وأؤكد أن ما حصلت عليه بالتواتر من الذين كانوا معايشين لتلك الفترة.
وأؤكد أن كلمة "استسلام" اخترعها المستعمر الفرنسي لإذلال الجزائريين وسلبهم البطولات ونحن تبنيناها ودرسناها في كتبنا. أليس هذا أمر مخز ومحزن؟
بعد إصدارك لعدة كتب في هذا الموضوع وإصرارك لسنوات على كشف الحقيقة، هل تغيرت الأمور؟

حاولت وسأحاول دائما ولا ادري إن تغيرت الأمور أم لا في الجزائر، و يبقى أملي قبل أن أغادر هذه الحياة وقد تجاوزت الثمانين، أن أتصفح كتابا مدرسيا فأقرا "الأمير عبد القادر هاجر بدل استسلم". وما يطمئنني هو التجاوب الذي لقيته في الجزائر كلما قدمت ندوة حول هذا الموضوع، خاصة من الطبقة المثقفة والمسؤولين. وأكرر أن طلبي ليس شخصيا، لأن الأمير عبد القادر هو بطل التاريخ العربي.
بماذا تفسرين إذا ما كتبه ابنه في "تحفة الزائر" خاصة فقرة ".. وألقينا السلاح إلى الفرنسيين..."؟
سؤال وجيه.. عندما خرج هذا الإبن من الجزائر كان عمره ست سنوات، إذا لم يكن يعي ما يحدث ولا يمكنه أن يتذكر بالوضوح الذي كتب به، والمؤسف أيضا أني قرأت لبعض الكتاب انه شارك الأمير الحرب. وعليه أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على دراسة لكتاب ابن الأمير "تحفة الزائر" وربما سيكون آخر ما اكتب. أنا قرأت دراسة للدكتور الذي احترمه كثيرا "أبو القاسم سعد الله" -آراء ودراسات- ولكن وجدتها سطحية وغير كافية، لأنه كتب أن الإبن في كتابه ربما تقيد بالتاريخ، ولكن هذا غير منطقي، لأن الكتابة التاريخية لابد أن تشتمل على أدلة.
تناشدين وزارة التربية لتصحح الأخطاء؟

فعلا، لأن الرجل الذي قضى سبع عشرة سنة على حصانه، في مقدمة الجيوش ويدير في نفس الوقت دولة، فهو مؤسس الدولة الجزائرية. إذا هذا الإنسان يستحق أن تكتب عنه صفحة في كتب التاريخ تحفظ كرامته، فقد قرأت "برز من الشعب رجل شجاع..." بدون ذكر للخلفيات. "أرى في أيامي كلها المنية ولا الدنية"، لماذا حذفت؟
إذا من المسؤول عن تبني هذه المغالطات برأيك؟
المسؤول هم لجان التصحيح، فقد تأكدت بعد ربع قرن من البحث أن في الجزائر مدرسة تقول "الاستسلام شيء جيد، بل وعلينا أن نستسلم، لأن عدونا أقوى منا"، بل وتبدي ذات المدرسة إعجابا بالعدو الذي أصبح صديقا، وفرنسا هي التي حضرت للجزائر والشعب الجزائري، وهي القوية والاستسلام لها فخر. وهذا للأسف ما قرأته في عدة كتب تناولت حياة الأمير على غرار يحي بوعزيز.
على ذكر "يحي بوعزيز"، هل صحيح انك كتبت "وما بدلوا تبديلا" ردا عليه، ولماذا؟
فعلا، كتاب "وما بدلوا تبديلا" هو رد عن آخر كتاب ليحي بوعزيز عن الأمير عبد القادر. وجدت خمسة وعشرين نقطة خاطئة من المفروض أن يرد عليها ليس مني فقط، بل من طرف المختصين أيضا.
هل يعني هذا انه لا يقنعك ما يكتب عن حياة الأمير إلا كتاباتك، أم انك لا تثقين في الآخرين؟
الحقيقة تقال، هناك الكثيرون ممن كتبوا بطريقة موضوعية عن الأمير، ولكن الجميع يؤكد فكرة الاستسلام، حتى الذين يمدحونه ويحبونه ويقدرونه ويكتبون الحقائق الأخرى يرجعون إلى تناول فكرة الاستسلام على أنها مسلمة. فقد سمعت مرة الأستاذ ركيبي يقول "يكفي انه حارب سبع عشرة سنة من اجل الجزائر وهذا يكفيه، أم انه استسلم أو لا فهذه لا تهمنا"، يعني الجميع مؤمن بأنه استسلم، بل ويجدون له أعذارا، لأنه وببساطة درست لهم منذ الصغر، فليس من السهل أن تغير معلومة تربت عليها أجيال كاملة.
إلى جانب "الاستسلام"، درسنا أيضا أن الأمير عبد القادر نفي إلى دمشق عاصمة سورية، أين هذا من الصحة؟

سؤالك هذا أسعدني كثيرا، لأننا وبعد حديث طويل عن الاستسلام تأتي فكرة النفي. النفي هو عقوبة، الأمير عبد القادر كان رئيس دولة ولم يؤسر، لأنه لم يكن في معركة ضد المحتلين، بل في معركة دفاعية ضد قوات السلطان عبد الرحمن بن هشام المراكشية وانتصر عليهم. الأمير عندما عقد الاتفاق مع فرنسا للذهاب إلى عكا أصبح في يده وثيقة رسمية تحميه لا تأسره. الباخرة خرجت به من الجزائر إلى عكا، غيرت فرنسا رأيها، لأن عكا بلد إسلامي تحكمه الدولة العثمانية وعليه لن تكون لفرنسا عليه سلطة، فتخوفت من أن يعود إلى الجزائر ويستجمع قوته من جديد وهو ما أكده الجنرال بيجو في كتابه، حيث وردت الجملة التالية "الأمير وقع في شبكة حيكت ببراعة عجيبة" فألغت فرنسا الاتفاق ولم تخبره إلا عندما وصلت الباخرة إلى طولون، أين دخل عليه دوماس وأخبره بذلك. الأمير حسب ما روي لي لم يفاجأ كثيرا، لأنه يعلم مسبقا أن الغدر من سمات العدو. وعرض عليه الإقامة في أي مكان يريده بفرنسا ويملكونه القصور والمزارع والمال ويعيش كنبلاء فرنسا، له كل ما يريد هو ومن معه. فكان جوابه وهذا موثق تاريخيا وأنا شخصيا سمعتها عن أحفاده "لو وضعتم فرنسا كلها في برنوسي هذا، لنثرتها على أمواج هذا المحيط ولن أقبل بديلا عن الاتفاقية التي خرجت بموجبها من الجزائر، وسأحملها معي إلى قبري، ولا يمكن التنازل عنها وارفض هذا الطلب رفضا قاطعا"، هذا رفضه للنفي.
وماذا كان جزاء رفضه للنفي؟

كان من الممكن أن يقتل يومها، ولكن فرنسا فكرت جيدا قبل أن تقدم على أي خطوة حتى لا تعرقل مشروعها في الجزائر، لأنه لم يكن استعمارا وإنما ضما، أي تصبح ولاية فرنسية، فأخذوه إلى السجن، ولكن لم تأخذه إلى احد سجونها وإنما إلى احد قصورها وطوقته بالحراسة وبقي هناك رفقة ثمانين شخصا من أفراد عائلته. بقي خمس سنوات هناك، أين كان يزوره الناس والعلماء حتى من الجزائر. إلى أن جاء نابليون الثالث الذي قال له "إن سجنك يعذبني وأنا هنا لأرفع العار عن فرنسا"، وقد وثقت في التاريخ هذه الجملة. تناول بعض المؤرخين جملة قيل أن الأمير قالها لنابليون "يا سيدي"، أؤكد أن الأمير لم يقلها وحتى كتابا فرنسيين اعترفوا بهيبته. ولكن العدو معذور، لأنه ظل يسعى بكل الطرق لإذلال تاريخه. أما نحن فلا عذر لنا إذا صدقنا مكائده. كل ما قدمه ابن الأمير غير صحيح وغير مؤسس، ولم يقدم الدليل وعليه من الممكن جدا انه اعتمد على ما كتبته الصحف الفرنسية. وأشير إلى أن كتاب "تحفة الزائر" سرق وحرق ويبقى رغم المغالطات مرجعا تاريخيا ولو كنت مكان من سرقه من إخوانه أو أخواته لما حرقته ولكنت احتفظت به وحذفت منه الشوائب. الأكيد أن أحد إخوته سرقه وحرقه حتى يقضي على أفكار الأخ الأكبر حول فكرة إلقاء السلاح والاستسلام.
ولكن يقال انه تم إنقاذه من حريق كلي في آخر لحظة؟

صحيح، تم إنقاذ كتاب "تحفة الزائر" قبل أن يحترق كلية وهو ما كتب في مقدمة الكتاب بعدها وأعاد كتابته مرة أخرى وأصر على ذكر "وألقينا السلاح إلى فرنسا"، ولكن كما يقول الكاتب أبو القاسم سعد الله انه عندما أهدى السلطان عبد الحميد إحدى الطبعات حذف منها الجملة، سواء لأنه يعلم أنها ليست حقيقة أو لأنه خجل منه.
وأذكر أن جدتي أي ابنته عندما كانت تحكي لي عن الماضي تردد دائما "لو ما اختطفنا الفرنسيون لكنا الآن في الجزائر"، وهي سمعت منه وعندما توفي كانت متزوجة ولها طفل اسمه "محمد"، يعني كانت ناضجة وكلامها منقول عن الأمير والدها وهي والدة أبي. وتقصد جدتي بالجملة إن الأمير عبد القادر عندما اختار عكا كان الهدف هو البقاء لفترة طويلة فقط، لكن بعد خمس سنوات قضاها في فرنسا تغيرت أمور كثيرة في الجزائر حتى أن الكثير من أتباعه في الحرب سابقا أغرتهم فرنسا. وعليه رفض فكرة العودة إلى الجزائر.
كيف تناولت علاقات الأمير مع الدبلوماسيين والسياسيين الذين كانوا يزورونه خلال إقامته بالقصر الفرنسي؟
صحيح، لم يكن هناك تضييق كبير، فقد كانوا يزورونه حتى من الجزائر، أما رجالات الدبلوماسية الفرنسية فكانوا يزورونه كأسير أو سجين جزائري، فحتى الصحف الفرنسية كانت تكتب عنه انه متمرد وهي نفسها الصحف التي اعتمد عليها هنري تشرشل، فجاءت كتاباته مزورة، لأنه استعان بأحقاد بعض الصحفيين الفرنسيين على الأمير و الجزائر، لأن مشروع فرنسا فيما بعد كان مؤسس على تشويه سمعة الرجل الذي قاومهم طيلة سبع عشرة سنة.
يوجد بالقاموس الفرنسي إلى يومنا هذا ترادف غريب بين اسم الأمير عبد القادر وبين نص اتفاقية مع فرنسا على أن يحصل الأمير وأبناءه وأحفاد الأمير على منح مادية مدى الحياة، وهو ما حسب تاريخيا على الأمير وعائلته، فهل هذا صحيح؟ وهل لازلتم تتقاضون هذه المنحة باعتباركم أحفاده؟
سأوضح هذه النقطة، الأمير عندما زاره نابليون الثالث بنفسه كان لحاجة في نفس يعقوب ويقال انه طلب مقابلة أمه وقبل يدها وطلب منها أن تدعو له فدعت له ألا يموت إلا على دين الإسلام، عندها خاف المترجم، إلا أن نابليون أصر على الترجمة وعندما فهم ابتسم وقال "الأمر عادي هو دعاء أم لأبنائها"، وفي نفس الزيارة عرض نابليون على الأمير مبلغ تعويضات، لأنه اعترف انه غدر به، والأمير كان من أغنياء الجزائر، كان له مزارع زيتون كثيرة، فهو من عائلة معروفة بالمنطقة وليس كما صوره هنري تشرشل على انه معدم وبدوي ويعيش في خيمة ولا يملك إلا قليلا من الأغنام. ونابليون لم يعرض عليه تعويضا عن أملاكه بالجزائر، فالأمير لم يكن ليقبل أن يبيع ذرة تراب من الجزائر ولكن التعويض كان عن غدر فرنسا له واختطافه، ولو أن فرنسا أنكرت فيما بعد. فعرض عليه أن يتقاضى نفس أجره بحكم انه كان حاكما في بلده الجزائر. وتقول جدتي انه دخل يومها على السيدة خيرة والدة الزهراء وقال لهما ما عرض نابليون عليه، فكان ردهما واحدا أن النساء بإمكانها العمل والرجال كذلك، وأشارت جدتي إلى العضلات، أي حتى لو اشتغل الرجال بالحمالة، المهم ألا تقبل فرنكا من فرنسا، لكن الأمير كانت عنده أبعاد أخرى في رؤيته للأمور.
لماذا قبل الأمير عرض التعويضات المالية من نابليون الثالث إذا؟
اعتبر الأمير تفكير السيدات عاطفي، وفكر في انه لو رفض المال لتحول إلى جانب الأموال الأخرى التي ترصد للحرب إلى أسلحة، ولكن لو قبل المبلغ سيتمكن من مساعدة الجزائريين للالتحاق به أو أن يعين الفقراء من الجزائريين.
كم كان المبلغ يومها؟
لا أتذكر كثيرا المبلغ، ولكن بحوزتي وثائق مدون فيها المبلغ، من دفتر المحاسب عبد الكريم الخالي لسنة واحدة، كيف كان يوزع على الجزائريين، أي ليس فقط على أولاده وأحفاده.
وبصراحة، هل لازلت تتقاضين مبلغا معينا من الدولة الفرنسية؟
بعد الاستقلال مباشرة قطع، والدتي كانت من الذين يتقاضون منحة كل ستة أشهر، حيث كانت تأتي موظفة من السفارة الفرنسية وتعطيها المبلغ، المبلغ كان لكل العائلة.
هل ردت حفيدات الأمير على من استغل هذه النقطة للتشكيك في نزاهة الأمير؟

رحلة التشكيك بدأت في شرفه عندما قالوا انه استسلم، ثم شككوا في دينه عندما نسبوا إليه كتاب "المواقف" وأمور أخرى كثيرة، إذا لا طائل من وراء توظيف حكاية التعويضات في التشكيك في نزاهته. قبل التعويضات، ولكنه وزعها على الجزائريين في معظم الأحيان. ومن الهبات التي أعطاها السلطان عبد المجيد خان للأمير على غرار القصر الذي بناه على ارض كان يملكها بتدمر، وبنى بعض الدور بحي العمارة وفي خان المغاربة "السويقة" واشترى سبع قرى في فلسطين منها "هوشه" التي أعطى جزءا منها لجدتي وسكنت فيها عائلات لاتزال إلى اليوم شاهدة وهي تقطن حاليا بمخيم اليرموك.
هل زارتك عائلات الفلسطينيين من أصل جزائري بعد أن هجروا واستوطنوا مخيم اليرموك؟

نعم في الكثير من المرات، زاروني وحكوا لي ما يتذكرون عن الأمير بحكم التواتر بين الأجيال، إسرائيل أخذتها بالقوة بعد أن اشتراها الأمير ومنحها للجزائريين. هذا وحتى المحتاجين السوريين لهم رواتب شهرية وعندي وثيقة فيها تقسيم المبلغ. وعمل في سوريا الكثير ليس فقط التدريس في المسجد الأموي وإنما أيضا قضى على الفتنة بين الطوائف وأنشأ المدرسة الظاهرية بسوريا والخالدية بفلسطين وأعمالا كثيرة عظيمة.
كثيرا ما انزوى الأمير وكتب شعرا في الجزائر، هل كان متصوفا؟

أبدا، وهذا خطأ تاريخي كبير، فحتى ابنه كتب أن إحدى قصائد أبيه في الجزائر كتبها في حالة تصوفية. الأمير كان إنسانا تقيا، مطلعا على المذاهب الأربعة، أي لم يكن له انتماء معين لأي مذهب. تزوج أربع زوجات، الأولى ابنة عمه لالة خيرة، ومبروكة الجزائرية، وسودانية وخديجة البلقانية وله ستة عشر ولدا.
http://www.echoroukonline.com/ara/interviews/23364.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأمير عبد القادر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الامن العربي :: قسم التاريخ العسكري :: قسم شمال افريقيا-
انتقل الى: